أسلام Admin
عدد الرسائل : 2219 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/02/2008
| موضوع: السعــــادة _ وكيف لنا ان نحققها الإثنين أبريل 14, 2008 2:02 am | |
| معاً نمنح أبناءنا السعادة
السعادة حالة ذهنية وسمة شخصية .. والحال هذه مزاج يروح ويجيء . أما سمة السعادة فهي أكثر استقراراً . فهي الاستعداد للشعور بالسعادة . وسمة السعادة هذه مهارة يمكن اكتسابها ، وأفضل سبيل إلى ذلك التغلب على المصاعب الصغيرة في مرحلة الطفولة . يمكن أن يتمتع المرء بطفولة سعيدة جداً ويغدو بالغاً بائساً . والواقع أن الطفولة الخالية من أي ألم أو خيبة ، هي شبه صيغة لبلوغ بائس ، وتحديد صيغة لمزاج سعيد في الحياة ، أمر صعب . غير أن الباحثين تمكنوا من تحديد مقومات أساسية قد تساعد الوالدين على تنشئة أطفال يتمتعون بسمة سعادة هي جزء لا يتجزأ من شخصياتهم
. ومن الإرشادات التي يقدمها الخبراء في مجال سعادة الأبناء :
* امنحوا أولادكم حرية الاختيار : الأولاد مستثنون من المشاركة من أخذ القرارات في كل المجالات ، والشعور بالعجز الذي يخلفه هذا الأمر يمكن أن يجعل من الطفولة مرحلة اقل سعادة مما يعتقد البالغون . وإذا كان الوالدان لا يتنازلان عن دورهما كصانعي قرارات ، ففي إمكانهما البحث عن طرق لإشراك أطفالهما فيها . ومن المهم أن يدرك الوالدان أن تقديم الخيارات ، ليس كفيلاً بتوفير السعادة ، فقد يختار الولد أن يكون غير سعيد ، لأن السعادة فعل إرادة . ولكل شخص أسبابه ليكون غير سعيد ، لكننا نستطيع أن نكيف ردود فعلنا حيال تلك الأسباب . فالسعادة إذن ، مسؤولية الولد إلى حد ما .
* نمو علاقات حميمة : تعتبر العلاقات البناءة من مقومات السعادة ، ولئن يكن الوالدان عاجزين عن التحكم بالحياة الاجتماعية لولدهما مستقبلاً ، فبإمكانهما رعايتها ، بجعل علاقتهما حميمة ومريحة مع كل أولادهما . فالأولاد يحتاجون لعلاقات إيجابية مع والديهم ، إذا كان لهم أن ينجحوا في إقامة علاقات جيدة مع الآخرين . ويستطيع الوالدان أيضاً أن يشجعا أولادهما على لقاء أولاد آخرين باستمرار عبر إلحاقهم بفريق لعب ، كما يمكن أن يشكل المنزل المفتوح للأصدقاء عنصراً آخر مساعداً .
* الشعور بالاكتفاء : إن إعطاء الأولاد الكثير ، يولد لديهم وهماً بأن نيل الأشياء هو مصدر السعادة . فالأولاد غير الماديين قادرون على الاكتفاء بالأقل ، لأنهم أقدر على الإبداع في اللعب بما يملكون . لكن هذا لا يعني حرمان الأولاد كلياً من الهدايا ، بل ينبغي ألا يشعروا بأن سعادتهم تعتمد على دفق دائم من الأشياء المادية .
* شجعوا الاهتمامات المتنوعة : يعيش الأفراد السعداء حياة متوازنة ، ذلك لأن سعادتهم نابعة من مصادر عدة . ومتى توقفت السعادة على أمر واحد فإنها تصير غير ثابتة . فالتشجيع على ممارسة الاهتمامات المتنوعة أمر مهم ، وبخاصة بالنسبة إلى الأولاد الذين يبرعون في أمر واحد . وغالباً ما يلقى هؤلاء اهتماماً كبيراً جداً بموهبتهم ، ما يدفعهم إلى حصر نشاطهم بها وإهمال اهتمامات أخرى .
* علموا أولادكم مهارة التكيف : يمر الأشخاص السعداء بأوقات كئيبة مثلهم مثل سائر الناس ، لكنهم أكثر مقدرة من غيرهم على تخطيها . لذلك يمكن للوالدين مساعدة أولادهما على اكتساب هذه المهارة البالغة الأهمية ، بأن يلفتا نظرهم إلى ذلك الضوء الرفيع في آخر كل نفق مظلم . وحين يتعذر إصلاح أمور حياتية بمواجهتها ، ينبغي للأهل مساعدة أطفالهم على اكتشاف مصادر لتعزيتهم وراحتهم . كذلك يجب تدريب الابن على كيفية إيجاد العزاء في أمور تحيي فيه الإحساس بالسعادة ، كالاستماع إلى الموسيقى ، أو قراءة كتاب ، أو ركوب دراجة ، أو مناقشة مشكلة مع صديق .
* وفروا لأولادكم بيتاً سعيداً . فالولد الذي يترعرع في بيت سعيد يملك فرصة أكبر ليغدو بالغاً سعيداً . قد يكون الارتباط بين الإنسان والسعادة عائداً إلى أسباب وراثية جزئياً . فثمة دلائل على أن النزوع إلى السعادة مزاج وراثي ، لكن السعادة تنشأ أيضاً في الجو الذي يوفره أهل سعداء ، فالاكتساب العاطفي يتم خلال السنوات الأولى . ويتوصل الابن إلى استنتاجات من الجو العاطفي المحيط به قبل تعلمه الكلام ، فيتساءل : هل العالم مفعم بالقلق والغضب ، أم هو مكان آمن سعيد ؟ . لذلك يتحتم على الوالدين أن يمارسا في حياتهما القيم التي تولد السعادة ، وعليهما أن يطلعا أولادهما على أسباب سعادتهما .
اتساق مع النفس
مما سبق يتضح لنا أن السعادة لدي الكثيرين هي أشبه بالسراب الذي يظنه السائر في الصحراء ماءاً حتى إذا أتاه لم يجده منه شيئاً ، وبالتالي اختلف تعريف السعادة من شخص إلى آخر فمنهم من يرى أن السعادة في المال ومنهم من يرى السعادة في المنصب الخ ..
وعلي أية حال يري غالبية المحللين وبخاصة رجال الدين أن السعادة عادةً ما تبدأ من الداخل أي من داخل الإنسان فهذه هي السعادة الحقيقية . فالسعادة روحانية ، ونفسية ، واجتماعية ، وجسدية ، قبل أن تكون مادية في مفهومها ومدلولها ومضامينها وغاياتها .ومن يحقق التوازن في هذه الجوانب الأربعة فقد حصل على السعادة الحقيقية .
فالجانب الروحي ، يتحقق بالاتصال الدائم مع الله مثل الصلاة والدعاء وقراءة القران والتحصن ، والجانب النفسي يتحقق بالاسترخاء والتأمل ومحاولة تطوير الذات ، والجانب الاجتماعي يتمثل في تنمية العلاقات الاجتماعية وزيارة الأصحاب وصلة الرحم وبر الوالدين والنزهات العائلية . أما الجانب الجسدي فيتمثل في الصحة الجسمانية والغذاء الجيد وممارسة الرياضة.
وفي النهاية يبقي الخلاف ، ولا يبقي مفهوم واحد متفق عليه في كينونة السعادة ، وماهية ذلك الفردوس المفقود الذي يلهث وراءه آلاف البشر . لكننا في النهاية ، نبتهل إلي الله أن يجعلنا ممن رضي عنهم ومنحهم سعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة ، وأن ينعم علينا بالشعور بالأمن الطمأنينة والراحة النفسية والقناعة وهدوء البال التي هي جوهر السعادة التي ينشدها كل الناس .
| |
|